بلغيث: مظاهرات الحادي عشر ديسمبر 1960 هي نتيجة طبيعية لمسائل محورية في تاريخ الثورة الجزائرية

مظاهرات الحادي عشر ديسمبر 1960 هي نتيجة طبيعية لمسائل محورية في تاريخ الثورة الجزائرية
الأولى هي وصول الجنرال ديغول بشكل رسمي وقانوني إلى السلطة بعد الاستفتاء الشهير على الدستور الجديد خلال استفتاء 28 سبتمبر 1958م، والذي بموجبه تحصل الجنرال زعيم فرنسا الحرة على كامل الصلاحيات من أجل إنقاذ فرنسا من أزماتها السياسية والاقتصادية.
وأهم هذه المسائل المحورية هي:
تطور العمليات الحربية في الجزائر ونوعيتها بالرغم من الظروف الصعبة لتمويل بالسلاح نظرا لتضييق البحرية الفرنسية على كل حركة تقوم بها مصر أو السعودية لتمويل عمليات تهريب السلاح إلى الجزائر من أوروبا الشرقية ومن المتروبول وإسبانيا.
1/ظاهرة الانقلاب والانفلات الذي عرفته العاصمة في 13 ماي 1958 أو زمن الانقلابيين.
2/تمرد وعمليات الحصار الشهيرة[لي باريكاد]التي قامت بها لافاف[FNF]الجبهة الوطنية الفرنسية 16 سبتمبر 1959م، وقد سببت هذه الجبهة صداعا كبيرل للجنرال ديغول وحكومته.
3/فشل نداء سلم الشجعان الذي غازل به ديغول المجاهدين بعد وصول الثورة إلى مرحلة اللارجوع.
هذه المحطات الرئيسية كانت نتيجة طبيعية لسياسة ديغول الخطيرة التي كانت تعمل على اختراق الثورة ومنع أي انتصار يشابه في ما تناه أيقونة الثورة الجزائرية الشهيد محمد العربي بن مهيدي وهو الاتنتصار على الظاهرة الكولونيالية بانتصار عسكري شبيه بما وقع في الفيتنام في بيان ديان فو.
أما مسار هذه المظاهرات فيكفي أنه في هذه الأيام الجمعة9 والسبت 10 والأحد 11 من عام 1960 وقعت مظاهرات خطيرة كانت قد غيرت مسار الثورة، لأنها فعلا أعطت الفرصة للجماهير الشعبية وللأطفال واليافعين تحديد القيام بواجب التضحية كما يقوم بها أبؤهم وحتى أجدادهم في الجبال والوهاد وفي الساحة الدولية خاصة بعد تأسيس الحكومة المؤقتة بالقاهرة في شهر سبتمبر 1958م.
أما مسار المظاهرات ، فقد بدأت يوم الجمعة في عين تيموشنت التاسع ديسمبر 1960م، وبعد تجمع شهير أولا بتلمسان بالقرب من المدرسة الفرنسية الإسلامية[فرانكو موزيلمان] بالمتحف حاليا، ثم الانتقال بمعية لوي جوكس وزير الشؤون الجزائرية[مدارسنا ستنشئ[ستكَوِّنُ] جيلا يحب فرنسا ويدافع عنها]، ووزير الدفاع وكانن رئيس بلدية عين تيموشنت في استقبالهم في ساحة قصر البلدية وهناك وجد ديغول أنصار الجزائر الفرنسية من الملاك الكبار والمتنفذين من ذوي الأقدام السوداء[شعاراتهم ، الجزائر فرنسية، يسقط ديغول]، وفي الطرف المقابل الأهالي الذي جيء بهم عنوة من المزارع والضواحي والمشاتي، وكانت شعاراتهم الجزائر مسلمة يحي فرحات عباس، الجزائر عربية.، وفي أحيان نسمع الجحزائر جزائرية وهوشعار ديغول الجديد الذي مفاده أن كل مواليد الجزائر من جويلية 1830م إلى اليوم 09 ديسنبر 1960 هم جزائريون ، وهذا معناه تسوية بين الغاصب والمغتصب بين صاحب الأرض والقادم من أوروبا وشذاذ أفاقها، وهذا ما يحاول بعض مرضى القلوب أن يفرضوه على الجزائريين الذي يحسون بعمقهم الحضاري العربي الإسلامي في مقابل شعار جماعة ديغول[ الجزائر جزائرية].
وفهم الجنرال ديغول الدرس جيدا، وغير مساره من عين تيموشنت نحو البليدة خشية أن يتعرض فعلا لعملية اغتيال حين وصوله إلى الشلف، ثم كانت له زيارات إلى عديد المدن ، شرشال ، البليدة وغيرها وكانت المظاهرات يوم السبت هي مظاهرات المعمرين، وأعقبتها مظاهرات عفوية يوم 11 ديسمبر 1960 ثم أطرها جيل شاب وكان من بين الشخصيات التي أطرت المظاهرات هو الشهيد روشي بوعلام ، انتهت رسميا المظاهرات في 16 ديسمبر ثم اندلعت يوم 25 جانفي 1961م في مدينة بشار، وكانت قبل ذلك قد امتدت المظاهرات إلى عنابة ، تبسة قسنطينة، بسكرة، وفي الغرب الشلف وهران، وغيرها من المدن.
وتشير صدى الجزائ أن المظاهرات بدأت رسميا في بلكور على إثر أحداث مساء السبت 10 ديسمبر 1960م.
في حقيقة الأمر شهداء هذه المظاهرات شبان صغر منهم صليحة وتيكي 12 سنة في عمرها، ببلكور، فريد مغراوي 10 سنوات حي المدنية، وهناك أسماء يجب ألا تنسى من سعيدة إلى بسكرة، إلى وهران والشلف.
والمظاهرات كما أقول دوما هي: استفتاء قبل الاستفتاء.
محمد الأمين بلغيث مؤرخ وأكاديمي
Exit mobile version