إنقضاء شهر رمضان لا يعني إنتهاء الإسلام والعبادات.. بل بداية جديدة

مع حلول شهر رمضان الكريم، يقوى الإيمان وحب العبادات في قلوب المسلمين، أكثر من الأيام العادية. نظرا لتضاعف الأجر، ومغفرة الذنب، وعتق الرقاب، لمن أحيا الشهر الفضيىل صياما وقياما.
ولا يعني إنقضاء الشهر الكريم إنتهاء الإسلام والعبادات بل هو بداية للإستمرار في الطاعة. والتقرب إلى الله فالمسلم لا يعبد الله في موسم معين ثم ينقطع. بل يكون دائم الصلة بربه في كل وقت، فالقرآن لم يرحل والمساجد لم تغلق، والأعمال لا تنتهي بانتهاء مواسمها، وإنما تنتهي بإنتهاء الأجل.
الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إنه لا يعنى أن شهر رمضان قد انتهى، أن نتوقف عن العبادات التي كنا نقوم بها في الشهر الكريم. أو أن نتوقف عن الصيام.
وها هو شهر رمضان قد مضى، ومضى بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة. بعد أن كان ملء أسماعنا وأبصارنا، وحديث منابرنا، وزينة منائرنا، وسمر مجالسنا، وحياة مساجدنا. مضى وخلّف الناس بعده بين شقي وسعيد، وفائز وخاسر.
لقد فاز في رمضان من فاز بالرحمة والغفران، والعتق من النيران. وخسر من خسر بسبب الغفلة والبطلان، والذنوب والعصيان.
ويجب الآن أن نتساءل ماذا بعد أن انقضى رمضان؟ وما هو حالنا بعد أيام قليلة من رمضان؟ ماذا بعد شهر الرحمة والغفران؟ بعد أن عاينا القرب والإقبال وشاهدناه، القرب من الله لعباده، والقرب من العباد إلى الله . بعد أن كان القرآن حياتنا، والصلاة والوقوف بين يدي الله لذتنا، وذكر الله غذاءنا.
والإجابة عن هذا التساؤل هي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “قل آمنت بالله ثم استقم”. وقوله تعالي في الآية 30 من سورة فصلت: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا”.
فإذا كان الله قد حباك بشجرة الإيمان، فيلزمك أيها الموحد معها وتحت ظلها أن تستقيم. وأن تعتصم بالسير على الطريق، وأن لا تحيد عنه. فيا من رفعت كفيك في رمضان طالبًا الهداية، زاعمًا الرجوع، مدعيا الإقبال، هل صدقت في زعمك، ووفيت مع الله بعد رمضان؟.
أم إنك رغت روغان الثعلب فتعاملت مع الله بذمتين: ذمة رمضانية، وذمة غير رمضانية، ولقيت الله بوجهين، وقد قال النبي صَلى الله عليه وسلم: “شر الناس ذو الوجهين”.
فكان حالك قريبًا من حال المنافقين، إذ قال تعالى في الآيتين 14 و15 من سورة البقرة:”وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ”.