
صرح الخبير الأمني أحمد ميزاب، أن إرسال درون مدجج بالأسلحة من قبل الجيش المالي إلى الجزائر، وإختراق الحدود الجزائرية، قد يصنف في إطار خطوة إستفزازية تعكس عدة أهداف محتملة.
وقال ميزاب في حديثه لموقع “رؤية” اليوم الخميس، أن إرسال طائرة مسلحة لإختراق الأجواء الجزائرية، قد يكون خطوة إستفزازي,. وتعكس عدة أهداف محتملة من بينها ضعف القدرات العسكرية حيث يعاني جيش مالي من ضعف في قدراته العسكرية خاصة الجوية. وإستخدام درون مسلح قد يكون محاولة في إطار مهمة إستكشافية أو إستفزازية من أجل قياس رد الفعل الجزائري.
كما يمكن القول أنها رسالة إستفزازية لأن إرسال طائرة مسلحة يعتبر بمثابة رسالة تهدف إلى التحدي أو للضغط على مستوى الحدود. خاصة وأن هناك عمليات عسكرية تتم على مستوى الحدود. وبالتالي قد يفسر كجزء من سياسة التصعيد أو تحريك القوى الدولية في المنطقة، خاصة وأن غرفة العمليات للتحكم، لا يتحكم فيها الماليون.
وأضاف الخبير الأمني، أن هذه هذه العملية قد تكون بمشاركة أطراف أخرى، وقد تكون بدعم من قوى خارجية والتي ترغب في إحداث توتر بين البلدين. حيث أن الجزائر تعتبر شريك إقليمي قوي في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل خاصة وأن رد فعل الجزائر كان في إطار رصد الإختراق الأول مباشرة. ثم تم رصد محاولة الإختراق الثانية والذي كان بطريقة هجومية وبالتالي تم التعامل معه بشكل واضح وفي إطار البروتوكالات الدولية المعمل بها.
هذا المتوقع حدوثه بين مالي والجزائر
يعتقد الخبير الأمني احمد ميزاب، أنه بناء على الأحداث الأخيرة يمكن أن نقول أن هناك إحتمال حقيقي لأن يكون هناك تصعيد نحو أزمة ديبلوماسية. لكن لا يحتمل أن تتطور الأمور إلى سياق أخر طالما أن هناك إدراك بين الطرفين لخطورة أي تصعيد.
وسيكون تصعيد محدود بين الجزائر والمالي، بمعنى أن التصعيد العسكري لن يكون لأن الكل يدرك خطورة ذلك على الوضع الإقليمي. بالرغم من أن هذا طموح بعض الأطراف، لكن الجزائر لن تقع في الفخ. مع الأخذ بعين الإعتبار أن منطقة الساحل تعرف تدخلات أجنبية.
كما أن الجزائر كان ردها وفقا للبروتوكالات والآليات والأعراف المعمول بها. والجزائر تسعى دائما للحفاظ على الهدوء في الحالات التي ترى فيها بأن هنالك مساعي أو أهداف لجر الجزائر نحو مستنقع معين أو من أجل إستقزاز الجزائر. والجزائر تدرك الخفايا.
وأكد ميزاب، أن الجزائر تطمح دائما إلى أن يعود الإستقرار إلى المنطقة، حيث أن أي تهديد لمنطقة الساحل هو تهديد للجزائر.
وقال الخبير، أن الجزائر تتعاطى بمنطق عقلاني وتدير الوضع مرحلة بمرحلة، وتأخذ بعين الإعتبار مختلف السياقات والحسابات.
الجزائر داعم قوي لمالي.. وهكذا نفسر تصعيد مالي
قال احمد ميزاب، أن الجزائر داعم قوي لمالي خاصة في مواجهة التحديات الأمنية وقدمت الدعم العسكري والسياسي والإنساني في العديد من الحالات. ومع ذلك يمكن أن نفسر تصعيد مالي على عدة مستويات، المستوى الأول في إطار الضغوط الداخلية والخارجية، إذ تعيش مالي ضغوط داخلية بسبب ضعف جيشها وعدم قدرته على التعامل مع التهديدات المحلية. مثل الجماعات الإرهابية وفشل العملية السياسية إن وُجدت
وبالتالي محاولة تصدير هذا الفشل وهذا الإخفاق نحو خلق أزمة مع دول الجوار، وقد تكون الحكومة المالية خاصة في ظل الإنقلابات العسكرية الأخيرة. مضطرة لإظهار قوتها وردود فعل ساسية معينة من أجل ممارسة سياسة الإلهاء. سواء لتثبيت السلطة المحلية أو لتحقيق مكاسب على المستوى الداخلي، ومن الناحية الأخرى التورط الخارجي، من الممكن أن يكون هناك ضغوط من أطراف خارجية تدفع مالي إلى التصعيد ضد الجزائر.
مشيرا إلى أن دول الساحل يرو أن الجزائر بلد لها نفوذ.
هذه نوايا مالي في حادثة الدرون المسلحة وأزمة ديبلوماسية تلوح في الأفق