ثقافيفن

تاركا أثرا لا يُمحى.. المجاهد والمخرج محمد لخضر حمينة في أسطر

غيّب الموت يوم أمس الجمعة، المجاهد والمخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة، عن عمر ناهز الـ95 عاما، في شقته بالجزائر العاصمة.

حمينة هو ممثل وكاتب سيناريو، ولد في 26 فيفري 1934  بمدينة المسيلة، والده فلاح، وفكر في دراسة الفلاحة، لتنقل إلى ولاية قالمة للدراسة في معهدها الفلاحي. وبعدها إلى ولاية بومرداس لدراسة الصناعة. قبل أن يُسافر إلى فرنسا حيث درس في معاهد مختلفة، لكن حدثا تاريخيا سيطرأ في الخمسينيات فيُغير مساره بشكل جذري.

وبدأ مسيرته الفنية خلال الثورة الجزائرية، حيث إنخرط في العمل السينمائي كوسيلة لنقل معاناة الشعب الجزائري، تحت الإستعمار الفرنسي. ومع إندلاع الثورة التحريرية تنقل إلى تونس من أجل الإنضمام في صفوف الثورة. وعاد إلى الجزائر عام 1962.

ويعد لخضر حمينة من المخرجين العرب والأفارقة القلائل الذين نافسوا أربع مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي. وهو العربي والإفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية بمهرجان “كان”. وشهدت طبعة هذه السنة، لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة “4 كاي” من فيلم “وقائع سنوات الجمر” ضمن برنامج فئة “كان كلاسيكس”.

وفاز بجائزتين رئيسيتين إحداهما عن أفضل فيلم أول عن “ريح الأوراس”، والأخرى هي جائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم “وقائع سنوات الجمر” عام 1975، وهو الفيلم الذي حقق له شهرة على المستوى العالمي.

وعام 1982 أخرج المبد حمينة “رياح رملية”، أو “العاصفة”، وتدور أحداثه في قبيلة تعيش في واحة وسط الصحراء، مُحاطة بالرمال. وتهبّ عليها باستمرار العواصف الرملية التي تغطي البيوت والخيام.  وفي كل مرة تهب العاصفة، يقع أهالي القبيلة في صراع محموم، لدرء أخطار الرمال.

وفتح محمد لخضر حمينة، مرة أخرى، في “غروب الظلال” عام 2014، صفحة من صفحات تاريخ الثورة التحريرية. من خلال صور تمثل بشاعة أعمال الإغتيالات الجماعية، والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له الأسرى.

وكان الفقيد أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي وعلى السينما عموما. ورحل تاركا وراءه إرثا سينمائيا لا يقدر بثمن، ورؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما في الجزائر. وتمكن من إقامة جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب. فأصبح بذلك صوت العالم الثالث والجزائر.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى