آخر الأخباردولي

حوار خاص مع الجزائري محمد هيثم الذي مثل شباب أوروبا في الإتحاد الأوروبي بعمر 22 سنة

محمد دنين هيثم شاب جزائري ينحدر من ولاية الطارف، رغم صغر سنه إلا أنه تمكن من تحقق العديد من الإنجازات في المهجر، من خلال تمثليه للشباب الأوروبي في الإتحاد الأوروبي سنة 2021 أين كان عمره 22 سنة فقط، وفي حوار الذي خص به موقع “قناة” سلط محمد هيثم الضوء على أهم العراقيل التي تواجه الطلبة الجزائريون هناك على غرار العنصرية، بالإضافة إلى مشروعه المتمثل في انشاء فيديرالية خاصة بالطلبة الجزائريين على مستوى دول العالم قاطبا، كما ذكر خلال حديثه أنه اقترح جملة من الحلول “للحراقة” الجزائريين في اجتماع المرصد الوطني للمجتمع المدني رفقة رئيسة جمعية الأمير عبد القادر بإسبانيا خديجة إيزيدي.

 

ما هي الأسباب التي جعلتك تفكر في الهجرة؟

صراحة الأسباب كثيرة، ولكن  يمكن جمعها بصفة عامة في عدم تقدير الشباب الكفء ومحاولة إفشاله من بعض الأطراف التي لا تريد بالجزائر خيرًا، خاصة في الجامعة،  بالإضافة إلى ذلك التهميش الذي طال ولاية الطارف والذي أصبح تقليدًا متوارثًا لكل مسؤول يأتي إليها، فهي مقبرة من لا إرادة له ولاية تغيب فيها أبسط المرافق الشبابية، ولولا تمسك وعزيمة ساكنيها لفقدوا إحساسهم بالإنتماء للوطن من الوضع الكارثي الذي يعيشونه، وكأننا في سنوات الثمانينات رغم ما تتوفر عليه الولاية من طاقات في جميع النواحي، وهنا أريد أن أنوه أن أولى نجاحاتي بدأت من هاته المنطقة بالتحديد ومن جامعة الولاية.

كيف كانت أول ايامك بالمهجر؟

أولى أيامي بالمهجر كانت صعبة حقيقة، شاب في مقتبل العمر لوحده في بلد غريب هذا ليس بالأمر الهيّن، على الرغم من وجود بعض أفراد عائلتي في فرنسا. لكن التوجيه والإرشاد كان شيئًا ناقضا لا بدّ منه، وهو الدور الذي من المفروض تقوم به جمعيات المجتمع المدني كل مع الفئة التي تهتم بها.
ربّما الصعوبات التي تلقيتها لم تكن كتلك التي واجهت الكثير من الطلبة، بحكم سفري عديد المرات إلى خارج الوطن من قبل من خلال تمثيل بلادي في الخارج.

ما هو أول نشاط قمت به في المهجر؟

ربما الأصح أن أقول نشاطات.. بعد مدة من التأقلم مع تقاليد البلد وطريقة العيش به، قمت مباشرة بالبحث عن جمعيات لكي أنشط فيها، بحكم تفكيري فأنا أريد أن أترك بصمة في المجتمع الذي أعيش فيه حتى ولو كان ذلك لمدة قصيرة.
فتطوعت كثيرا مع الجمعيات الفرنسية المهتمة بشؤون الطلبة، ثم عيّنت سفيرًا لجامعتي. لم أكتف بهذا فقد بحثت عن جمعيات جزائرية تهتم بشؤون الجالية في مدينتي وكنت همزة الوصل بينهم وبين الطلبة الجزائريين هنا : “نستمع إليهم، نساعدهم وننظم جلسات معهم لإحساسهم بأنهم ليسوا لوحدهم”.

كيف استقبلت دعوة المشاركة في البرلمان الأوربي سنة 2021؟

في سنة 2021 وككل سنة، تم فتح باب الترشح للمشاركة في برلمان الشباب الأوروبي، وكنت قد تقدمت بطلبي، وتم قبولي بحمد الله كممثل عن الشباب طيلة أيام المؤتمر والتي دامت 4 أيام كاملة، تجاذبنا فيها أطراف الحديث مع البرلمانيين الأوروبيين وبعض المسؤولين في عديد الدول عن مستقبل الشباب في هذه القارة و أهمية إشراكه في صنع القرار. كما كانت فرصة أيضا للتعرف على شباب فاعل من كل دول الإتحاد الأوروبي.

ما هي المقترحات التي قدمتها بشأن الشباب في البرلمان الاوروبي؟

كانت هناك العديد من الورشات، كل منها تحمل موضوعًا مختلفًا. بالنسبة للورشات التي حضرتها كانت من أهم مقترحاتي أن تسعى دول الإتحاد الأوروبي إلى دمج أكبر للشباب المهاجر الفاعل وإعتباره جزءا هاما يساهم في تطوّر البلد المستضيف والقارة ككل. كما إقترحت أن يتم خلق مشاريع محلية تعنى بتكوين الشباب المهتم في ميدان السياسة والدبلوماسية الشبابية.

ما هي المقترحات التي قدمتوها بشأن “الحراڨة” في المرصد الوطني للمجتمع المدني؟

كعضو في تنسيقية الجمعيات الجزائرية لجهة غرب فرنسا، منحت لي الفرصة من قبل السيّد القنصل الجزائري بمدينة نانت، للمشاركة في أشغال الجلسات الوطنية للمرصد الوطني للمجتمع المدني التي أقيمت مؤخرا بالجزائر العاصمة، والتي حضرها ممثلون عن الجالية من 18 دولة مختلفة حول العالم.
في العموم كانت لنا إقتراحات إتفق عليها الجميع لأنها تخصنا جميعًا مهما إختلف البلد، كالإستعانة بكفاءات الجالية عندما يتعلق الأمر بإجراء دراسات لمشاريع في مختلف الميادين بدلًا من التوجه إلى خبراء من الخارج، إشراك الجالية في ما يسمى بالدبلوماسية الإقتصادية، الدينية، الشبابية… تحدثنا أيضا وخاصة الأخت خديجة إيزيدي رئيسة جمعية الأمير عبد القادر من إسبانيا، على الوضع الكارثي الذي يعيشه المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، وطالبنا بضرورة إيجاد حلول ناجعة للحدّ من هاته الظاهرة والمساهمة في تسهيل ضروف عيش أولئك الذين تمكنوا من الوصول والبحث عن من غرقوا والإهتمام بذويهم، أيضا تكلمنا عن موضوع الطلبة مع السيّدة المبعوثة الخاصة المكلفة بالجالية، وركزنا على ضرورة التكفل الأمثل بهم لأنهم وجه الجزائر في الخارج وتسهيل إجراءات إقامتهم هناك من خلال التفاوض مع الدولة الفرنسية خاصة لتعديل بعض القوانين الجائرة والعنصرية في حق الشباب الجزائري. وغيرهم الكثير.

ماهو المشروع الذي تحاول انشاؤه في المستقبل القريب؟

مشروعي القادم بإذن الله يتعلق بلم شمل الطلبة في الخارج كما دعا إليه رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون. لا يمكنني التحدث أكثر في تفاصيل الموضوع، لكن سنوافيكم بكلّ جديد في وقته.

هل ستكون لهذه الفيديرالية قنوات اتصال مع الدولة الجزائرية؟

طبعًا، الدولة الجزائرية نريدها أن تكون شريك أساسي في المشروع فهي الظهر الحامي لنا، ونحن كلنا نعمل من أجل هدف واحد وهو إعلاء رايتنا في الخارج. وحقيقة إتصالاتي مع ممثلينا بالخارج تبشّر بالخير وسنسير في الطريق الصحيح بإذن الله.

ما هي الظروف والاجراءات التي يجب على الدولة القيام بها حتى تعودو إلى ارض الوطن؟

نظن أن السؤال المطروح اليوم هو ليس العودة إلى أرض الوطن، لكن كيف بإمكان كل واحد منا أنه يفيد الجزائر من مكانه. الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج اليوم متحمسة لأكثر من أي وقت مضى أنها تم يدها للجزائر مرة أخرى بعد أن خذلت عدة مرات، وعلى الدولة اليوم أن تصغي لنداءاتها وأن تمد يدها هي الأخرى للتعاون والنهوض بالبلاد والمشاركة في بناء الجزائر الجديدة. ونحن نستبشر خيرًا بالمردود الدبلوماسي لدولتنا خلال هاته العهدة ونتمنى أن نكون كمجتمع مدني جزءا منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى