آخر الأخباروطني

عالم الجزائر وعلاّمتها.. بقية السلف الصالح.. المجاهد المصلح الشيخ الطاهر آيت علجت

شيخ مشايخ الجزائر، العلامة المربي المصلح المجاهد الطاهر آيت علجت، رحمه الله، اسم يعرفه الصغير قبل الكبير، رجل قضى حياته في خدمة الاسلام والمسلمين، قضى عمره المبارك في طلب العلم والدعوة إلى الخير، وربى الامة والأجيال القادمة بأقواله وصدّقها بأفعاله

ولد يوم الخامس من محرم 1335 هـ الموافق لـ7 فيفري 1917 م ببلدية ثامقرة ولاية بجاية.

ختم القرآن وعمره لا يتجاوز 12 عامًا بمسقط رأسه بزاوية جدّه الشيخ يحيى العيدلي، وبها تلقى المبادئ الأولى لعلوم الأدب واللغة العربية على يد شيخه العلامة السعيد اليجري، كما أخذ عنه الآجرومية والألفية في النحو، والرسالة والمختصر في الفقه، وعلم الحساب والفلك والبلاغة وغيرها من الفنون.

ثمّ شدّ الرِّحال إلى زاوية الشيخ بلحملاوي بالعثمانية، قرب قسنطينة، حيث أتمّ هناك دراسته الشّرعية، من فقه ولغة ونحو وعلوم أخرى كثيرة مثل الرياضيات والتاريخ والجغرافية والفلك وغيرها، عن الشيخ العوادي والشيخ مصباح الحويدق وغيرهما.

بعد تمكّنه تصدر للتّعليم والتّدريس والإفتاء في زاوية ثامقرة، وهذا قبل الحرب العالمية الثانية، فأحدث نهضة علمية إلى غاية 1956 م، حيث أنشأ نظامًا خاصًا بزاويته، شبيهًا بنظم المعاهد الإسلامية الكبرى، وكان تلامذته يلتحقون بالزيتونة بزاد من العلم والأدب يشرف زاويتهم والقائم عليها.

رجع الشيخ إلى مسقط رأسه سنة 1937 م، حيث تولّى التّدريس والتّعليم بزاوية سيدي أحمد بن يحيى بأمالو، وكان يقدّم فيها دروس تعليم القرآن واللغة العربية والشّرعية إلى غاية سنة 1956 م حين أحرق الجيش الفرنسي الزاوية، فالتحق الشيخ مع طلبته بجيش التحرير.

سافر إلى تونس في أواخر سنة 1957 م بإشارة من العقيد عميروش الذي كان الشيخ يتولّى من1957 م كلّفه الشهيد عميروش بالسفر إلى تونس والإشراف على النشاط التعليمي للطلاب الجزائريين هناك، فبذل الشيخ قصارى جهده عند الاستقلال.

وفي سنة 1963 م عاد إلى وطنه الأوّل، وعيّن أستاذًا بثانوية عقبة بن نافع بالجزائر العاصمة وثانوية عمارة رشيد ببن عكنون، إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1978 م.

ثمّ وبطلب من وزارة الشؤون الدينية، عاد إلى نشاطه المسجدي، ليمارس دروس الوعظ والإرشاد بمسجد حيدرة وغيره من المساجد، فكان يقدم دروسًا في الفقه والنّحو وفن القراءات وغيرها من العلوم الشرعية بمسجد بوزريعة مكان إقامته.

شاءت حكمة الله وقدره أن يودع العلامة الشيخ في عام واحد ابنته، ثم ابنه الشيخ صالح الطاهر آيت علجت، ثم يلحق بهما بعد عمر عامر بالخير والنفع العميم، مدرسا ومربيا ومعلما، تارك في كل ركن وفي ناحية وزاية أجيالا تترحم عليه وتدعو له بالمغفرة والثواب العميم.

توفي صابرا محتسبا ليلة الأربعاء 25 من ذي القعدة 1444 للهجرة النبوية، الموافق لـ: 14 جوان 2023 للميلاد.. بمستشفى مصطفى باشا بالجزائر العاصمة..

رحم الله العلامة الشيخ محمد الطاهر آيت علجت وجعل مقامه في عليين، مع الصديقين والشهداء والصالحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى