
وجهت شخصيات جزائرية ومالية من مختلف المجالات، بمبادرة من الالكاتب والمحلل السياسي الجزائر أحمد بن سعادة رسالة مفتوحة إلى سلطاات بلديهما داعين إياها إلى إعطاء الأولوية للحوار والدبلوماسية لتجاوز الأزمة التي تعكر صفو العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأعرب الموقعون على الرسالة عن قلقهم إزاء الأزمة الحالية بين البلدين والعواقب غير المتوقعة لأي تصعيد في هذا الصراع مؤكدين على ما يربط البلدين تاريخيا وثقافيا ودينيا.
ومبرزين الروابط الوثيقة التي نسجت خلال تاريخهما المشترك منذ الأزل، دعم البلدان بعضهما البعض وحافظا على علاقات حسن الجوار. لا سيما الدعم الأخوي وغير المشروط من مالي للجزائر خلال حرب التحرير الوطنية.
بالإضافة إلى المساعدات المتنوعة من الجزائر لمالي، سواء في تجاوز نزاعاتها الداخلية، أو بإستقبال وتكوين الكوادر المالية في قطاع التعليم. أو إقتصاديا من خلال إلغاء الديون التي كانت لديها. وزد إلى ذلك كل ما يربط البلدين، وحدودهما المشتركة التي تمتد لأكثر من 1400 كيلومتر.
ودعا الموقعون على الرسالة إلى حكمة وضبط النفس من سلطات البلدين والإلتزام بالقيم النبيلة للحوار والدبلوماسية حتى لا تعرض مكتسباتنا الثمينة لحسن الجوار للخطر. وطالبوا بإعادة تأكيد أهمية الروابط التاريخية والجغرافية وتعبئة كل طاقاتنا لمواجهة تحدي تنمية منطقتنا ورفاهية شعبينا.
وتأتي هذه المبادرة، المحمودة والمنتظرة بشدة، بدافع من شعور عميق بالأخوة وحسن الجوار بين الشعبين الجزائري والمالي. اللذين يدركان الأبعاد الإستراتيجية المطروحة والتي تكشف محاولات زعزعة إستقرار المنطقة بأكملها التي يقودها الأعداء المشتركون للأمتين.
ومن المؤكدأن هذا الصراع إذا تصاعد، لن يفيد في الحقيقة سوى تلك القوى الشريرة التي تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة، أو على الأقل، زعزعة إستقرارها للاستفادة من ثرواتها على حساب الشعوب التي تملكها بحق.